من المعلوم انّ يوم القيامة هو يوم استلامالنتائج و متابعة جزاء الأعمال، و بهذاالترتيب لا يستطيع احد هناك ان ينجو منالعذاب بفدية، حتّى لو افترضنا انّه ينفقجميع ما في الأرض فإنّه لا يمكن ان يمحوذرّة من جزاء اعماله، لانّ صحيفته في «دارالعمل» اي الدنيا مليئة بالاخطاء و الذنوبو هناك «دار الحساب».و كذلك لا تستطيع العلاقة الماديةللصداقة مع اي شخص كان ان تنجيه من العذاب،و بعبارة اخرى: انّ الإنسان غالبا ما يلجأالى المال او الواسطة (الرشوة، العلاقات)في نجاته من المصاعب في هذه الدنيا، فإذاكان تصوّرهم انّ الآخرة كذلك فهذا دليل وهمّهم و جهلهم.و من هنا يتّضح انّ نفي وجود الخلّة والصداقة في هذه الآية لا يتنافى مع صداقةالمؤمنين بعضهم لبعض في الآخرة و التياشارت إليها بعض الآيات، لانّها صداقةمودّة معنوية في ظلّ الايمان.و امّا مسألة «الشفاعة» فقد قلنا كراراانّها تخلو من اي مفهوم مادّي، بل بالنظرالى ما صرّحت به بعض الآيات فإنّها في ظلّالعلاقات المعنوية و صلاحية البعض بسبباعمال الخير (و قد شرحنا هذا الموضوع فيذيل الآية 254 من سورة البقرة).
4- كلّ الموجودات تحت امرة الإنسان
! نواجه في هذه الآيات مرّة اخرى تسخيرمختلف الموجودات في الأرض و السّماءللإنسان، و قد قسمت الى ستّة اقسام: تسخيرالفلك، و الأنهار، و الشمس، و القمر، والليل، و النهار. و نرى انّ قسما من هذهالمسخّرات من السّماء، و قسما آخر منالأرض، و قسما ثالثا من الظواهر بينالاثنين (الليل