قرانا في الآيات أعلاه انّ اللّه عزّ وجلّ لطف بكم و أعطاكم من كلّ ما سألتموه («من» في الآية تبعيضيّة) و ذلك بسبب انّكثيرا ممّا يطلبه الإنسان من ربّه قد يعودعليه بالضرر و الهلاك، و لكنّ اللّه حكيم وعالم و رحيم فلا يستجيب لمثل هذه الطلبات،و في المقابل نرى في اكثر الأحيان انّالإنسان لا يطلب شيئا بلسانه، و لكنيتمنّاه بفطرته و وجدانه فيستجيب اللّهله، و ليس هناك مانع من ان يكون السؤال فيجملة ما سَأَلْتُمُوهُ شاملا للسؤالباللسان و السؤال بالفطرة و الوجدان.
7- لماذا لا تحصى نعماؤه؟
نعم اللّه- في الحقيقة- تعمّ كلّ وجودنا، وإذا ما طالعنا الكتب المختلفة في العلومالطبيعيّة و الانسانيّة و النفسيّة وأمثالها فسوف نرى الى اي مدى تتّسع أطرافهذه النعم، و في الحقيقة انّ لكلّ نفسيتنفّسه الإنسان نعمتان، و لكلّ نعمة شكرواجب.و اكثر من ذلك فنحن نعلم بأنّ متوسّط عددالخلايا الحيّة في جسم الإنسان نحو العشرةملايين ميليارد، و كلّ مجموعة تشكّل قسمافعّالا في الجسم، و هذا العدد كبير جدّابحيث لو أردنا إحصاءه نحتاج الى مئاتالسنين! فهذا قسم من نعمه علينا، و لذلك-حقّا- لا نستطيع عدّ نعمه، وَ إِنْتَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لاتُحْصُوها.و يوجد في دم الإنسان مجموعتان منالكريّات (و هي خلايا صغيرة سابحة في الدمو لها وظائف حياتية مهمّة) ملايين من«الكريّات الحمراء» وظيفتها إيصالالاوكسجين لأجل الاحتراق و صنع خلاياالجسم، و ملايين من «الكريات البيض»وظيفتها حفظ سلامة الإنسان مقابل هجومالمكروبات، و العجيب انّ