الى ارض مكّة بعد ان أخذت طابع المدينة،فإنّها لا زالت غير صالحة للزراعة، لانّهامن الناحية الجغرافية تقع بين جبال يابسةو قليلة المياه.
2- أمان ارض مكّة
من الطريف انّ اوّل ما سأل ابراهيم منربّه في هذه الأرض هو الامان، و هذا يوضّحانّ نعمة الأمن هي من الشروط الاولى لحياةالإنسان و سكنه في منطقة ما، فالمكان غيرالآمن لا يمكن السكن فيه، حتّى لو اجتمعتكلّ النعم الدنيويّة فيه، و في الحقيقة ايمدينة او بلد فاقد لنعمة الأمن سوف يفقدجميع النعم! و لا بدّ هنا من الالتفات الىهذه النقطة، و هي انّ استجابة اللّه لدعاءابراهيم بخصوص امن مكّة له جهتان: فمن جهةمنحها امنا تكوينيّا، و لذلك لم تشهد فيتاريخها الّا النزر القليل من إخلالالأمن، و من جهة ثانية منحها الأمنالتشريعي، اي انّ اللّه اقرّ ان يأمن جميعالناس- و حتّى الحيوانات- في هذه الأرض. ومنع صيد الحيوانات، و عدم متابعة المجرمينالذين يلجأون الى حرم الكعبة، و نستطيع-فقط- ان نمنع عليهم الغذاء لكي يخرجوا، ومن ثمّ تطبيق العدالة في حقّهم.
3- دعاء ابراهيم لاجتناب عبادة الأصنام؟
ممّا لا شكّ فيه انّ ابراهيم عليه السّلامكان نبيّا معصوما، و كذلك ابناه إسماعيل وإسحاق كانا نبيّين معصومين، لانّهماداخلان في كلمة «بنيّ» في الآية قطعا، و معذلك يدعو اللّه ان يجنّبهم عبادة الأصنام!و هذا دليل في التأكيد على محاربة عبادةالأصنام بحيث كان يطلب هذا الأمر من اللّهحتّى للأنبياء المعصومون و محطّموالأصنام، و هذا نظير اهتمام النّبي فيوصاياه لعلي- او الائمّة الآخرين بالنسبةلاوصيائهم- في امر الصلاة، و التي