2- واقع الإنسان بين السعادة و الشقاوة
الطريف انّ لفظ «شقوا» في الآياتالمتقدمة ورد بصيغة المبني للمعلوم، و لفظ«سعدوا» «1» ورد بصيغة المبني للمجهول، ولعل في هذا الاختلاف في التعبير اشارةلطيفة الى هذه المسألة الدقيقة، و هي انّالإنسان يطوي طريق الشقاء بخطاه، و لكن لابدّ لطيّ طريق السعادة في الأمداد و العونالالهي، و الّا فإنّه لا يوفّق في مسيره، ولا شكّ انّ هذا الأمداد و العون يشمل أولئكالذين يخطون خطواتهم الاولى بإرادتهم واختيارهم فحسب و كانت فيهم اللياقة والجدارة لهذا الأمداد. (فلاحظوا بدقة).(1) «سعدوا» من مادة (سعد) و حسب رأي اصحاباللغة فإنّ هذا الفعل لازم و لا يتعدّى الىمفعول، فعلى هذا ليست له صيغة للمجهول،فاضطروا ان يقولوا: انّه مخفّف من (اسعدوا)و بابه (الأفعال) و لكن كما ينقل الآلوسي فيكتاب روح المعاني في شرح الآية عن بعض اهلاللغة، انّ الفعل الثلاثي من «سعد» يتعدّىالى المفعول ايضا- قالوا: سعده اللّه و هومسعود، فعلى هذا لا حاجة الى ان نقول بأنّ(سعدوا) مخفف من «اسعدوا» «فتدبّر».