معنى «الخلود» لغة البقاء الطويل، كماجاء بمعنى الأبد ايضا، فكلمة «الخلود» لاتعني الأبد وحده لانّه تشمل كل بقاء طويل.و لكن ذكرت في كثير من آيات القرآن مع قيودبفهم منها معنى الأبد، فمثلا في الآية (100)من سورة التوبة، و الآية (11) من سورةالطلاق، و الآية (9) من سورة التغابن، حينتذكر هذه الآيات اهل الجنّة تأتي بالتعبيرعنهم خالِدِينَ فِيها أَبَداً و مفهومهاابديّة الجنّة لهؤلاء، ما نقرا في آياتالقرآن الاخرى وصف اهل النّار كالآية (169)من سورة النساء، و الآية (23) من سورة الجنهذا التعبير ايضا خالِدِينَ فِيهاأَبَداً و هو دليل على عذابهم الابدي.و تعبيرات اخرى مثل الآية (3) من سورة الكهفماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً و الآية (108) منسورة الكهف ايضا لا يَبْغُونَ عَنْهاحِوَلًا و أمثالها تدل بصورة قطعيّة علىانّ طائفة من اهل الجنّة و طائفة من اهلالنّار سيبقون في العذاب او النعمة.و لم يستطع البعض ان يحل الإشكالات فيالخلود و الجزاء الابدي، فاضطر الى الرجوعالى معناه اللغوي و فسّره بالبقاء الطويل،على حين انّ تعابير كالتعابير الواردة فيالآيات المتقدمة لا تفسّر بمثل هذاالتّفسير.سؤال مهم:هنا ترتسم في ذهن كل سامع علامة استفهامكبيرة، إذ كيف نتصوّر عدم التعادل عنداللّه بين الذنب و العقاب؟! و كيف يمكنالقبول بأن يقضي الإنسان كل عمره الذي لايتجاوز ثمانين سنة- او مائة سنة على الأكثربالعمل الصالح او بالإثم، ثمّ يثاب علىذلك او يعاقب ملايين الملايين من السنين.و هذا الأمر ليس مهما بالنسبة للثواب لانّالأجر و الثواب كلما ازداد كان دليلا علىكرم المثيب و المعطي، فلا مجال للمناقشةفي هذا الأمر.و لكن السؤال يرد في العمل السيء و الذنبو الظلم و الكفر، و هو: «هل