في الآية الاولى محل البحث اشارة الىواحدة من سنن الخلق و الوجود و التي تمثّلاللبنات التحتيّة لسائر المسائل المرتبطةبالإنسان ... و هي مسألة الاختلاف و التفاوتفي بناء الإنسان روحا و فكرا و جسما و ذوقاو عشقا، و مسألة حرية الارادة و الاختيار.تقول الآية وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَلَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ.لئلا يتصور احد من الناس انّ تأكيد اللّهو إصراره على طاعة امره دليل على عدم قدرتهعلى ان يجعلهم في سير واحد و منهج واحد.نعم، لم يكن- اي مانع- ان يخلق جميع الناسبحكم إلزامه و إجباره على شاكلة واحدة، ويجعلهم مؤمنين بالحق و مجبورين على قبولالايمان به ...لكن مثل هذا الايمان لا تكون فيه فائدة ولا في مثل هذا الاتحاد ...فالإيمان القسري الذي ينبع من هدف غيرارادي لا يكون علامة على شخصية