و أكل مال اليتيم و أمرنا بالصلاة والصيام».و عدد عليه أمور الإسلام قال: فآمنا به وصدقناه و حرمنا ما حرم علينا و حللنا ماأحل لنا فتعدى علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادةالأوثان فلمّا قهرونا و ظلمونا و حالوابيننا و بين ديننا خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك و رجونا أن لا نظلمعندك أيّها الملك.فقال النجاشي: هل معك ممّا جاء به عن اللّهشيء؟ قال: نعم، فقرأ عليه سطرا من«كهيعص».فلمّا قرأ جعفر هذه الآيات بقراءتهالمؤثرة النابعة من صفاء القلب، أثرت فيروح النجاشي و علماء النصاري الكبار إلىالحد الذي كانت تنهمر دموعهم على وجوههمبدون إرادة، فتوجه إليهم النجاشي و قال:«إن هذا و الذي جاء به عيسى يخرج من مشكاةواحدة، انطلقا و اللّه لا أسلمهم إليكماأبدا».ثمّ سعى رسولا قريش مساعي أخرى لتغييرنظرة النجاشي تجاه المسلمين، إلّا أنّهالم تؤثر في روحه السامية الواعية، فرجعايائسين من هناك، و أرجعوا إليهم هداياهم«1». 1- اقتبس من سيرة ابن هشام، المجلد الأوّل،