لقد هزّت قصّة حريق إبراهيم عليه السّلامو نجاته الإعجازية من هذه المرحلة الخطيرةأركان حكومة نمرود، بحيث فقد نمرودمعنوياته تماما، لأنّه لم يعد قادرا علىأن يظهر إبراهيم بمظهر الشاب المنافق والمثير للمشاكل. فقد عرف بين الناس بأنّهمرشد إلهي و بطل شجاع يقدر على مواجهةجبّار ظالم- بكلّ إمكانياته و قدرته-بمفرده، و أنّه لو بقي في تلك المدينة والبلاد على هذا الحال، و مع ذلك اللسانالمتكلّم و المنطق القوي، و الشهامة والشجاعة التي لا نظير لها، فمن المحتّمأنّه سيكون خطرا على تلك الحكومة الجبّارةالغاشمة، فلا بدّ أن يخرج من تلك الأرض علىأي حال.