بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
لا منافاة بينهما، لأنّا نعلم أنّالشياطين من طائفة الجنّ.و على كلّ حال، فقد ذكرنا أنّ الجنّ نوع منالمخلوقات التي لها عقل و شعور و استعداد،و عليها تكليف، و هي محجوبة عن أنظارنا نحنالبشر، و لذلك سمّيت بالجنّ، و هم- كمايستفاد من آيات سورة الجنّ- كالبشر منهمالمؤمنون الصالحون، و منهم الكافرونالعصاة، و لا نمتلك أي دليل على نفي مثلهذه الموجودات، و لأنّ المخبر الصادق(القرآن) قد أخبر عنها فنحن نؤمن بها.و يستفاد من آيات سورة سبأ و سورة ص- و كذلكمن الآية محلّ البحث- جيدا أنّ هذه الجماعةمن الجنّ التي سخّرت لسليمان، كانواأفرادا أذكياء نشيطين فنّانين صنّاعاماهرين في مجالات مختلفة، و جملة وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ تبيّنإجمالا ما جاء تفصيله في سورة سبأ من أنّهمكانوا يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْمَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ وَ جِفانٍكَالْجَوابِ وَ قُدُورٍ راسِياتٍ.و يستفاد من جزء من الآيات المتعلّقةبسليمان أنّ جماعة من الشياطين العصاةكانوا موجودين أيضا، و كان سليمان عليهالسّلام قد أوثقهم: وَ آخَرِينَمُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ «1»، وربّما كانت جملة وَ كُنَّا لَهُمْحافِظِينَ إشارة إلى هذا المعنى بأنّاكنّا نحفظ تلك المجموعة التي كانت تخدمسليمان من التمرّد و العصيان. و ستطالعونتفصيلا أكثر في هذا الباب في تفسير سورةسبأ و سورة ص إن شاء اللّه تعالى.و نذكر مرّة أخرى أنّ هناك أساطير كاذبةأو مشكوكا فيها كثيرة حول حياة سليمان وجنوده، يجب أن لا تمزج مع ما في متنالقرآن، لئلّا تكون حربة في يد المتصيدينفي الماء العكر. 1- سورة ص 380.