2- جدال الباطل سبيل الشيطان
يرى بعض كبار المفسّرين أنّ عبارةيُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍإشارة إلى أقوال المشركين التي تفتقدالسند و الدليل. و عبارة وَ يَتَّبِعُكُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ إشارة إلى أفعالالمشركين الخاطئة.و يرى آخرون أنّ العبارة الأولى تشير إلىاعتقاداتهم الفاسدة و الخرافية. أمّاالعبارة الثّانية فتشير إلى سلوكياتهمالخاطئة و المنحرفة.و بما أنّ الآية السابقة و التالية هذهالآية، تناولتا الأسس الاعتقادية، فلايستبعد أن تشير هاتان الجملتان إلى حقيقةواحدة، أو بتعبير آخر: تتضمنّان طرفيموضوع واحد- نفيه و إثباته- فالعبارةالأولى تقول: يُجادِلُ فِي اللَّهِبِغَيْرِ عِلْمٍ أي يجادل في اللّه وقدرته تقليدا لأحد، أو عصبيّة، أو هوىنفس، و العبارة الثّانية تشير إلى أن من لايتّبع العلم و المعرفة، فمن الطبيعي أنّهيتّبع كلّ شيطان طاغ عنيد. 3- لماذا أي شيطان كان؟
إنّه ممّا يلفت النظر أنّ القرآن لم يقلأنّ هذا الشخص يتّبع الشيطان، بل ذكر.أنّه يتّبع أي شيطان عنيد كان، و هذا يشيرإلى تعدّد مناهج و مكائد الشياطين، فكلّمنهم اختار لنفسه مكيدة خاصّة، و هذهالمكائد و الفخاخ متنوّعة و متكثّرة إلىحدّ1- النحل، 125.