التّفسير
البعث نهاية جميع الخلافات
بما أنّ الآيات السابقة كانت تتحدّث عنضعفاء الإيمان، فإنّ الآيات مورد البحثترسم لنا صورة أخرى عن هؤلاء فتقول: مَنْكانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُاللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِفَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْيُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ.أي من يظنّ أنّ اللّه لا ينصر نبيّه فيالدنيا و الآخرة، و هو غارق في غضبه،فليعمل ما يشاء، و ليشدّ هذا الشخص حبلا منسقف منزله و يعلّق نفسه حتّى ينقطع نفسه ويبلغ حافّة الموت، فهل ينتهي غضبه؟! لقداختار هذا التّفسير عدد كبير منالمفسّرين، أو ذكروه كاحتمال يستحقّالاهتمام به «1».الضمير في قوله سبحانه: لَنْ يَنْصُرَهُاللَّهُ بحسب هذا التّفسير يعود إلىالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم و«السّماء» تعني سقف المنزل (لأنّ كلّ شيءفوقنا يطلق عليه سماء). أمّا عبارة «ليقطع»فتعني قطع النفس و الوصول إلى حافّة الموت.و احتمل البعض احتمالات أخرى في تفسير هذهالآية لا حاجة لذكرها، ما عدا تفسيرينمنها يستحقّان الاهتمام، و هما:1- إنّ السّماء يقصد بها السّماءالحقيقيّة، و بناء على هذا الرأي: فإنّالأشخاص الذين يظنّون أنّ اللّه لا ينصرنبيّه، ليذهبوا إلى السّماء و ليشدّوا بهاحبلا و يعلّقوا أنفسهم بينها و بين الأرضحتّى تنقطع أنفسهم. (أو يقطعوا الحبل الذيتعلّقوا به كي يسقطوا) و لينظروا إلىأنفسهم هل انتهى غضبهم؟!1- تراجع تفاسير «مجمع البيان» و«التبيان» و «الميزان» و «الفخر الرازي» و«أبو الفتوح الرازي» و «تفسير الصافي» و«القرطبي» في تفسير الآية التي يدور حولهاالبحث.