بحوث
1- فلسفة تشريع الجهاد
رغم أنّنا بحثنا مسألة الجهاد بحثا واسعا«1» قبل هذا، إلّا أنّه مع ملاحظة احتمالأن تكون الآيات- موضع البحث- أولى الآياتالتي أجازت للمسلمين الجهاد، و احتوتإشارة إلى فلسفة هذا الحكم، وجدنا ضرورةتناولها بإيجاز.و قد أشارت هذه الآيات إلى أمرين مهمّينفي فلسفة الجهاد:أوّلهما: جهاد المظلوم للظالم، و هو منحقوقه المؤكّدة و الطبيعيّة، التييؤكّدها عقل الإنسان و فطرته. و ليس له أنيستسلم للظلم، بل عليه أن ينهض و يصرخ ويتسلّح ليقطع دابر الظالم و يدفعه.و ثانيهما: جهاد الطواغيت الذين ينوون محوذكر اللّه من القلوب بتهديم المعابد التيهي مراكز لبثّ الوعي و إيقاظ الناس، فيجبمناهضة هؤلاء لمنعهم من محو ذكر اللّهبتخديرهم، ثمّ جعلهم عبيدا لها.و ممّا يلفت النظر أنّ تخريب المعابد والمساجد لا يعني تخريبها مادّيا فقط، بلقد يكون بأساليب غير مباشرة كثيرة، كإشاعةبرامج التسلية و الترفيه المقصودة، و بثّالدعايات المسمومة، و الإعلام المضادّلحرف الناس عن المساجد، فتحوّل أماكنالعبادة إلى خرائب مهجورة.و في هذا جواب لمن يسأل: لماذا أجيزللمسلمين استخدام القوّة و خوض الحربلتحقيق أهدافهم؟ و لماذا لا يتمّ تحقيقالأهداف الإسلامية باللجوء إلى التعقّل والمنطق؟و هل يفيد المنطق ذلك الظالم الذي يهجّرالمسلمين من ديارهم لا لذنب اقترفوه سوىاعتقادهم بتوحيد اللّه. فتراه يستولي علىمنازلهم و أموالهم،1- تناولنا فلسفة الجهاد بالبحث في تفسيرالآية 193 من سورة البقرة.