بحوث
1- العلم أساس الإيمان و الوعي
إنّ أهمّ مسألة تلاحظ في الآيات- محلّالبحث- هي تحوّل السّحرة السريع العميققبال موسى عليه السّلام، فإنّهم عند ماوقفوا بوجه موسى عليه السّلام كانوا أعداءألدّاء، إلّا أنّهم اهتزّوا بشدّة عندمشاهدة أوّل معجزة من موسى، فانتبهوا وغيّروا مسيرهم حتّى أثاروا دهشة الجميع.إنّ هذا التغيير السريع من الكفر إلىالإيمان، و من الانحراف إلى الاستقامة، ومن الاعوجاج إلى الطريق المستقيم، و منالظلمة إلى النور، قد جعل الجميع في دهشة،و ربّما كان هذا الأمر غير قابل للتصديقحتّى من قبل فرعون نفسه، و لذا سعى إلىإيهام الناس بأنّ هذا الأمر قد دبّر منقبل، و اتّفق عليه مسبقا، في حين أنّه كانيعلم في أعماقه أنّ هذا الاتّهام كذب محض.أي عامل كان السبب في هذا التّحول العميقالسريع؟ و أي عامل أضاء قلوبهم بنورالإيمان الوهّاج، إلى درجة أبدوااستعدادهم فيها لأن يضعوا كلّ وجودهم فيخدمة هذا العمل، بل وضعوه فعلا على ما نقلالتاريخ، لأنّ فرعون قد نفّذ تهديده، وقتل هؤلاء بطريقة وحشيّة؟هل نجد هنا عاملا غير العلم و الوعي؟ إنّهؤلاء لمّا كانوا عالمين بفنون السحر وأسراره، و أيقنوا بوضوح تامّ أنّ عمل موسىلم يكن سحرا، بل هو معجزة إلهيّة، غيّروامسيرهم بتلك الشجاعة و الحزم، و من هنانعلم جيدا أنّه من أجل تغيير الأفرادالمنحرفين، أو المجتمع المنحرف، و إيجادانقلاب في المسيرة ينبغي توعيتهم قبل كلّشيء «1».1- لقد بحثنا هذا الموضوع في ذيل الآيات 123-126 من سورة الأعراف.