تحدّثت الآيات السابق عن تعجيل الكفر والعذاب الإلهي، و إنّ ذلك ليس من شأنالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم و إنّمايرتبط بمشيئة اللّه تعالى، فأوّل آية منالآيات أعلاه تقول:قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَالَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ.يخاطب سبحانه و تعالى الرّسول الأكرمصلّى الله عليه وآله وسلّم فيأمره أن ينذرالناس بعذاب اللّه إن تخلّفوا عن طاعته.و ممّا لا شكّ فيه أنّ النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم نذير بشير، و تأكيد الآيةهنا لصفة النذير جاء لملاءمة ذلك معالخاطبين الكفّار المعاندين الذينيستهزئون بعقاب اللّه.و ترسم الآيتان التاليتان صورة للبشرى وأخرى للإنذار، لأنّ رحمة اللّه واسعة،فتقدّم على عقاب اللّه. تتحدّث أوّلا عنالبشرى فَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا