فرضنا أنّ الإنسان صنع موادّ من أجزاءالخليّة التي لا حياة فيها، فكيف يتمكّنمن صنع مئات العيون الصغيرة التي لكلّمنها ناظورها الدقيق، و قد رصّت طبقاتهابعضها إلى بعض، و ربطت أعصابها بمخّالحشرة لتنقل المعلومات إليها، و لتقومبردّ فعل مناسب لما يحدث حولها؟
لن يستطيع الإنسان خلق مثل هذا الكائنالذي يبدو تافها مع أنّه عالم مفعمبالأسرار البالغة الغموض. و لو فرضنا أنّالإنسان بلغ ذلك، فلا يسمّى إنجازهالمفترض خلقا، لأنّه لم يتعدّ التجميعلأجهزة متوفّرة في هذا العالم. فمن يركّبقطع السيّارة لا يسمّى مخترعا.