2- «التراب» و «العظام»
يتفسّخ جسم الإنسان بعد موته حتّى يتحوّلإلى تراب، إلّا أنّ الآية السابقة قدّمتالتراب على العظام، لماذا؟قد يكون ذلك إشارة إلى القسمين المهمّينمن مكوّنات الجسم (اللحم و العظم) فاللحميتفسّخ أوّلا و يصبح ترابا، و تبقى العظاملسنين عديدة ثمّ تبلى أخيرا و تصبح تراباأيضا.و ربّما كان التراب هنا إشارة إلى الأجدادالقدماء جدّا الذين أصبحوا ترابا، والعظام إشارة إلى الآباء الذين تفسّختأجسامهم، و بقيت العظام لم تتحوّل إلىتراب «1».3- ما معنى الغثاء؟
اطّلعنا على مصير قوم ثمود و هو- كما ذكرتهالآيات السابقة- أنّهم قد أصبحوا «غثاء». والغثاء، يعني النباتات الجافّةالمتراكمة، و الطافية على مياه السيول،كما يطلق الغثاء على الزبد المتراكم علىماء القدر حين الغليان، و تشبيه الأجسامالميتة بالغثاء دليل على منتهى ضعفها وانكسارها و تفاهتها، لأنّ هشيم النبات فوقمياه السيل تافه لا قيمة له، و لا أثر لهبعد انتهاء السيل (و قد شرحنا بإسهابالصيحة السماوية في تفسير الآية 67 من سورةهود) هذا و لم يكن هذا العقاب خاصّا- فقط-بقوم ثمود، حيث هناك أقوام أخرى أهلكت به.و قد تمّ شرحه في حينه.1- تفسير روح المعاني حول الآيات موضعالبحث.