أشارت الآية في آخر مرحلة من شرحها لحياةالأنبياء إلى السيّد المسيح عليه السّلامو أمّه مريم، فقالت: وَ جَعَلْنَا ابْنَمَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً. و قد استعملت«الآية» عبارة «ابن مريم» بدلا من ذكر اسمعيسى عليه السّلام، لجلب الانتباه إلىحقيقة ولادته من أمّ دون أب بأمر من اللّه،و هذه الولادة هي بذاتها من آيات اللّهالكبيرة.و حمل مريم عليهما السّلام من غير أنيمسّها بشر، و انجابها عيسى عليه السّلاموجهان لحقيقة واحدة تشهد بعظمة اللّهسبحانه المبدعة و قدرته.ثمّ أشارت الآية إلى الأنعم الكبيرة التيأسبغها اللّه على هذه الامّ الزكيّة وابنها فتقول: وَ آوَيْناهُما إِلىرَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِينٍ.«الربوة» مشتقّة من «الربا» بمعنىالزيادة و النمو. و تعني هنا المكانالمرتفع.و «المعين» مشتقّ من «المعن» على وزن«شأن» بمعنى جريان الماء، فالماء