2- ردّ السيّئة بالحسنة
من أبرز السبل المؤثّرة في مكافحةالأعداء الأشدّاء و المعاندين ردّالسيّئة بالحسنة، فذلك يوقظ مشاعرهم،فيحاسبون أنفسهم على ما اقترفوه من أعمالسيّئة، و يعودون للصواب غالبا. و نجد فيسيرة الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وأئمّة الهدى عليهم السّلام هذا المنهجبشكل واضح، حيث يردّون سيّئات الجنازةبالإحسان إليهم و الإنعام عليهم، فيكسبونودّهم، و يفجّرون في جوارحهم استجابةللحقّ، و رفضا للباطل.و قد ذكر القرآن المجيد هذه السيرةللمسلمين مرارا باعتبارها مبدأ أساسيّالاقتلاع السيّئات، ففي الآية الرّابعة والثلاثين من سورة فصّلت نقرأ فَإِذَاالَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌكَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.و الجدير بالذكر أنّ هذا الأمر خاص بحالاتلا يسيء العدو الاستفادة من هذا المبدأ،و يرى إحسانهم إليه أو عفوهم عنه ضعفامنهم، فيزداد جرأة على العدوان و الظلم.و هذه السيرة لا تعني مساومة الأعداء أوالتسليم لهم. و هذا قد يكون السبب في أنّاللّه عزّ و جلّ أمر الرّسول صلّى اللهعليه وآله وسلّم بعد ذكر هذه التوصيةمباشرة بالتعوّذ به من همزات الشياطين وحضورهم حوله.1- تفسير نور الثقلين، المجلد الثّالث،صفحة 552.