إنّ هذا بيان لنتيجة التعامل غير المناسبمع واقع ما، و لا يوجد فيه تهديد خاص، و لاشدّة في التعامل. و بتعبير آخر: فإنّ هذهحقيقة يجب أن تقال لفرعون بدون لفّ ودوران، و بدون أي تغطية و تورية.
بحوث
1- قدرة اللّه العجيبة
لقد رأينا كثيرا- على مرّ التاريخ- أناساأقوياء هبّوا للوقوف بوجه الحقّ، إلّا أنّاللّه سبحانه لم يستخدم و يعبّئ جنودالأرض و السّماء من أجل سحقهم و تدميرهم فيأي مورد من الموارد، بل إنّه يغلبهمبسهولة و بساطة، و بصورة لا تخطر على ذهنأحد، خاصة و أنّه في كثير من الموارد يبعثهؤلاء نحو أسباب موتهم، و يؤكل مهمّةإعدامهم إليهم أنفسهم! و نرى في قصّة فرعونهذه، أنّ عدوّه الأصلي- أي موسى- قد تربّىفي أحضانه، و هو الذي رعاه، و نشأ في كنفه!و من الطبيعي أنّ ذلك كان بتخطيط اللّهسبحانه.
و الأروع من ذلك أنّ قابلة موسى عليهالسّلام- طبقا لنقل التواريخ- كانت منالأقباط، و النجّار الذي صنع صندوق نجاتهكان من الأقباط أيضا، و الذين أخرجواالصندوق من الماء كانوا من حرّاس فرعون، والذي فتح الصندوق كانت امرأة فرعون، واستدعيت أمّ موسى من قبل أتباع فرعونلتكون مرضعة له، و كانت مطاردة موسى عليهالسّلام بعد حادثة قتل الرجل القبطي قدتمّت من قبل الفراعنة، و كانت سبب هجرتهإلى مدين ليقضي فترة من التعليم و التكاملفي مدرسة النّبي «شعيب» نعم، عند ما يريداللّه سبحانه أن يظهر قوّته فهكذا يفعل،ليعلم كلّ العصاة و المتمردّين أنّهم أصغرمن أن يقفوا أمام إرادة اللّه و مشيئته.