2- من هو السامري؟
إنّ أصل لفظ (سامري) في اللغة العبرية(شمري) و لمّا كان المعتاد أن يبدّل حرفالشين إلى السين عند تعريب الألفاظالعبرية كما في تبديل «موشى» إلى «موسى»،و «يشوع» إلى «يسوع»، نفهم من ذلك أنّالسامري كان منسوبا إلى «شمرون»، و شمرونهو ابن يشاكر النسل الرّابع ليعقوب.و من هنا يتّضح أنّ اعتراض بعض المسيحيينعلى القرآن المجيد- بأنّ القرآن قد عرّفشخصا كان يعيش في زمان موسى و أصبح زعيما ومروّجا لعبادة العجل باسم السامريالمنسوب إلى «السامرة»، في حين أنّالسامرة لم يكن لها وجود أصلا في ذلكالزمان- لا أساس له، لأنّه كما قلنا منسوبإلى شمرون لا السامرة «1».على كلّ حال، فإنّ السامري كان رجلاأنانيا منحرفا و ذكيّا في الوقت نفسه، حيثاستطاع أن يستغلّ نقاط ضعف بني إسرائيل وأن يوجد- بجرأة و مهارة خاصّة- تلك الفتنةالعظيمة التي سبّبت ميل الأغلبية الساحقةإلى عبادة الأصنام، و كذلك رأينا أيضاأنّه لاقى جزاء هذه الأنانيّة و الفتنة فيهذه الدنيا.1- أعلام القرآن، ص 359.