بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
إلى أهل الجنّة يتملّكهم اليأس و الخيبة والحسرة.و لمّا كانت طريقة القرآن غالبا هي بيانتطبيقي للمسائل، فإنّه بعد أن بيّن مصيرالظالمين في ذلك اليوم، تطرّق إلى بيانحال المؤمنين فقال: وَ مَنْ يَعْمَلْ مِنَالصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلايَخافُ ظُلْماً وَ لا هَضْماً «1».التعبير بـ مِنَ الصَّالِحاتِ إشارة إلىأنّهم إن لم يستطيعوا أن يعملوا كلّالصالحات فليقوموا ببعضها، لأنّ الإيمانبدون العمل الصالح كالشجرة بلا ثمرة، كماأنّ العمل الصالح بدون إيمان كالشجرة مندون جذر، إذ قد تبقى عدّة أيّام لكنّهاتجفّ آخر الأمر، و لذلك ورد قيد وَ هُوَمُؤْمِنٌ بعد ذكر العمل الصالح في الآية.قاعدة: لا يمكن أن يوجد العمل الصالح بدونإيمان، و لو قام بعض الأفراد غير المؤمنين-أحيانا- بأعمال صالحة، فلا شكّ أنّهاستكون ضئيلة و محدودة و استثنائية، وبتعبير آخر: فإنّ العمل الصالح من أجل أنيستمر و يتأصّل و يتعمّق يجب أن يروى منعقيدة سالمة و إعتقاد صحيح.
بحثان
1- الفرق بين الظلم و الهضم
قرأنا في الآية الأخيرة من الآيات محلّالبحث أنّ المؤمنين الصالحين لا يخافونظلما و لا هضما، و قال بعض المفسّرين: إنّ«الظلم» إشارة إلى أنّ هؤلاء لا يخافونمطلقا من أن يظلموا في تلك المحكمةالعادلة و يؤاخذوا على ذنوب لم 1- «الهضم» في اللغة بمعنى النقص، و إذاقيل لجذب الغذاء إلى البدن: هضم، فلأنّالغذاء يقلّ ظاهرا و تبقى فضلاته.