[المجلد الثالث عشر]
سورة لقمان
مكّيّة و عدد آياتها أربع و ثلاثون آية محتوى السورة:
المعروف و المشهور بين المفسّرين أنّ هذهالسورة نزلت في مكّة، و بالرغم من أنّ بعضالمفسّرين قد استثنى بعض آيات هذه السورةكالشيخ الطوسي في (التبيان) حيث استثنىالآية الرّابعة التي تتحدّث عن الصلاة والزكاة، أو الفخر الرازي الذي استثنىمضافا إلى هذه الآية، و الآية (27) التي تبحثفي علم اللّه الواسع، إلّا أنّه لا يوجددليل واضح لهذه الاستثناءات، لأنّ الصلاةو الزكاة الزكاة بصورة عامّة طبعا كانتاموجودتين في مكّة أيضا، و قضيّة البحث عنسعة علم اللّه لا تصلح لأن تكون دليلا علىكونها مدنية.
بناء على هذا، فإنّ سورة لقمان بحكم كونهامكّية تشتمل على محتوى السور المكّيةالعام، أي أنّها تبحث حول العقائدالإسلامية الأساسية، و خاصّة المبدأ والمعاد، و كذلك النبوّة. و بصورة عامّةفإنّ محتوى هذه السورة
يتلخّص في خمسةأقسام:
القسم الأوّل: يشير بعد ذكر الحروفالمقطّعة إلى عظمة القرآن و كونه هدى ورحمة للمؤمنين الذين يتمتّعون بصفاتخاصّة، و يتحدّث في الطرف المقابل عنالذين يظهرون التعصّب و العناد أمام هذهالآيات البيّنات بحيث يبدون و كأنّهم صمّالآذان، بل يسعون أيضا إلى صرف الآخرين عنالقرآن عن طريق إيجاد وسائل لهو غير صحيحة.
القسم الثّاني: يتحدّث عن آيات اللّه فيخلق السماء و رفعها بدون أي عمد، و خلقالجبال، و الاحياء المختلفة، و نزولالمطر، و نموّ النباتات.