امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 16

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فقالت: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وهم الذين أسلموا لوحدانية اللّه سبحانه فيجميع المراحل، و أذعنوا لها. نعم، هؤلاء همالذين يشفعون بإذن اللّه تعالى.

لكن ليس الأمر كما تتوهمون أنّهم يشفعونلأي كان، حتى و إن كان وثنيا و مشركا ومنحرفا عن طريق التوحيد و ضالا عن الصراطالمستقيم، بل وَ هُمْ يَعْلَمُونَ جيدالمن يشفعون.

و على هذا فإنّهم يقطعون الأمل من شفاعةالملائكة لسببين: الأوّل: أنّها كانت بنفسها تقرّ بوحدانيةاللّه و تشهد بها، و لذلك حصلت على إذنالشفاعة.

و الآخر: أنهم يعرفون جيدا من له أهليةالشفاعة و مستحقها «1». و اعتبر البعض جملة وَ هُمْ يَعْلَمُونَمكملة لجملة إِلَّا مَنْ شَهِدَبِالْحَقِّ و على هذا يصبح معنى الآية: إنّالذين يشهدون بالتوحيد و يعلمون حقيقته همالذين يملكون حق الشفاعة فقط. إلّا أنّالتّفسير الأوّل هو الأنسب.

و على أية حال، فإن هذه الآية تبيّن الشرطالأساس الذي ينبغي توفره في الشفاعة عنداللّه تعالى، و هم الشاهدون بالحق، والعالمون به على الدوام و المحيطون بروحالتوحيد جيدا، و هم كذلك عالمون بأحوالالمشفوع لهم و أوضاعهم. ثمّ تدين المشركين من أفواههم، و تجيبهمجوابا قاطعا، فتقول: وَ لَئِنْسَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْلَيَقُولُنَّ اللَّهُ.

لقد قلنا مرارا إن من النادر أن يوجد منبين مشركي العرب و غيرهم من يعتقد أنالأصنام هي الخالقة لهم، فإنّ الأعمالأغلب منهم يعتبرون الأصنام وسائط

1- طبقا لهذا التّفسير فإن استثناء (إلّامن شهد بالحق) استثناء متصل، لكنه يصبحمنقطعا فيما إذا كان المراد من جملة (الذينيدعون من دونه الشفاعة) خصوص الأصنام. لكنيبدو أن المعنى الأوّل هو الأنسب، خاصةبملاحظة (الذين) و هي للعاقل، أو التغليبمن العاقل و غير العاقل.

/ 569