امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 16

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاًوَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ «1».

و هو سبحانه يأمرنا في هذه الآيات أن نشكرنعم اللَّه تعالى، و أن نسبّح اللَّه عزّ وجلّ عند الإستواء على ظهورها.
فإذا تحوّل ذكر المنعم الحقيقي عند كلّنعمة ينعم بها إلى طبع و ملكة في الإنسان،فسوف لا يغرق في ظلمة الغفلة، و لا يسقط فيهاوية الغرور، بل إنّ المواهب و النعمالماديّة ستكون له سلّما إلى اللَّهسبحانه! و
قد ورد في سيرة الرّسول الأعظم صلّى اللهعليه وآله وسلّم أنّه ما وضع رجله فيالركاب إلّا و قال: «الحمد للَّه»، و إذاما استوى على ظهر الدابّة فإنّه يقول:الحمد لله على كل حال، سُبْحانَ الَّذِيسَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُمُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‏ رَبِّنالَمُنْقَلِبُونَ «2».

و
جاء في حديث آخر عن الإمام الحسن المجتبىعليه السّلام أنّه رأى رجلا ركب دابّةفقال: سبحان الذي سخّر لنا هذا، فقال له:«ما بهذا أمرت، أمرت أن تقول: «الحمد للَّهالذي هدانا للإسلام، الحمد للَّه الذي منّعلينا بمحمّد، و الحمد للَّه الذي جعلنامن خير أمّة أخرجت للناس، ثمّ تقول: سبحانالذي سخّر لنا هذا» «3»،

إشارة إلى أنّ الآية لم تأمر بأن يقال:سبحان الذي سخّر لنا هذا، بل أمرت أوّلابذكر نعم اللَّه العظيمة: نعمة الهدايةإلى الإسلام، نعمة نبوّة النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم ، نعمة جعلناه في زمرة خيرأمّة، ثمّ تسبيح اللَّه على تسخيره لمانركب! و ممّا يستحقّ الانتباه أنّه يستفادمن الرّوايات أنّ من قال عند ركوبه:سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ماكُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‏رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ فسوف لن يصاببأذى بأمر اللَّه! و قد روي هذا المطلب فيحديث في الكافي عن أئمّة أهل البيت عليهمالسّلام «4».

و نكتشف من خلال ذلك البون الشاسع بينتعليمات الإسلام البنّاءة هذه، و بين‏

1- المؤمنون، الآية 29.

2- تفسير الفخر الرازي، المجلد 27، صفحة 199.

3- المصدر السابق.

4- نور الثقلين، المجلد 4، صفحة 593.

/ 569