امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 16

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍأُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْمُهْتَدُونَ.

إنّ المؤمنين مطمئنون بمواعيد اللّهسبحانه، و هم يرتعون في رحمته و لطفه:إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَآمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ.

فنور الهداية يضي‏ء قلوب الفريق الأوّللتشرق بنور ربّها، فيسيرون بخطى ثابتة نحوهدفهم المقدس: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَآمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِإِلَى النُّورِ «1».

أمّا الفريق الثّاني، فليس لديهم هدفواضح يطمحون إلى بلوغه، و لا هدى بيّنيسيرون في ظله، بل هم سكارى تتقاذفهمأمواج الحيرة في بحر الضلالة و الكفر:

وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُالطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَالنُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ.

هذا في الحياة الدنيا، أما عند الموت الذيهو نافذة تطل على عالم البقاء، و بابللآخرة، فإنّ الحال كما تصوره الآية (32) منسورة النحل حيث تقول:

الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُالْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَسَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَبِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.

أمّا المجرمون الكافرون، فإنّ الآيتين(28)- (29) من سورة النحل تتحدثان معهم بأسلوبآخر، فتقولان: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُالْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْفَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّانَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى‏ إِنَّ اللَّهَعَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَخالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَىالْمُتَكَبِّرِينَ.

و خلاصة القول، فإنّ التفاوت و الاختلافموجود بين هاتين الفئتين في كافة شؤونالحياة و الموت، و في عالم البرزخ والقيامة «2».

1- البقرة، الآية 257.

2- ثمّة احتمالات أخرى في تفسير الآيةالمذكورة و من جملتها ما ذكر من أنّ المرادمن جملة (سواء محياهم و مماتهم) أنّ موتالمجرمين الكافرين و حياتهم واحد لا فرقفيه، فلا خير فيهم و لا طاعة لهم حالحياتهم، و لا في موتهم، فهم أحياء لكنّهمأموات، و على هذا التّفسير فإنّ كلاالضميرين يعودان على المجرمين.

و الاحتمال الآخر: أنّ المراد من الحياةيوم القيامة، أي أنّ المؤمنين و الكافرينلا يتساوون عند الموت و عند بعثهم يومالقيامة.

/ 569