ورد في الأحاديث الإسلامية عن النّبيالأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم «لاتسبوا الدهر، فإنّ اللّه هو الدهر» «1»،و هو إشارة إلى أنّ الدهر لفظ ليس إلّا،فإنّ اللّه سبحانه هو مدبر هذا العالم ومديره، فإنّكم إنّ أسأتم القول بحق مدبرهذا العالم و مديره، فقد أسأتم بحق اللّهعزّ و جلّ من حيث لا تشعرون. و الشاهد
على هذا الكلام حديث آخر
روي كحديث قدسي عن اللّه تعالى أنّه قال:«يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، و أنا الدهر!بيدي الأمر، أقلب الليل و النهار» «2».لكن قد استعمل الدهر في بعض التعبيراتبمعنى أبناء الأيّام، و أهل الزمان الذينشكا العظماء من عدم وفائهم، كما نقلفي الشعر المنقول عن الإمام الحسين عليهالسّلام، حيث أنشد ليلة عاشوراء:يا دهر أف لك من خليل كم لك بالإشراق والأصيل من صاحب و طالب قتيل و الدهر لايقنع بالقليلو على هذا فللدهر معنيان: الدهر بمعنىالأفلاك و الأيّام، و الذي كان محل - الوثنيين، حيث كانوا يقولون: إنّنا نموتدائما ثمّ نحيا في أبدان أخرى في هذاالعالم. إلّا أنّ هذا التّفسير لا ينسجم معجملة (و ما يهلكنا إلّا الدهر) و التي تتحدثعن الهلاك و الفناء فقط. (فتأمل!).1- تفسير مجمع البيان، المجلد 9، صفحة 78.2- تفسير القرطبي، المجلد 9، صفحة 5991.