التّفسير - امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 16

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التّفسير

الكلّ جاث في محكمة العدل الإلهي

هذه الآيات في الحقيقة جواب آخر على كلامالدهريين، الذين كانوا ينكرون المبدأ والمعاد، و قد أشير إلى كلامهم، في الآياتالسابقة، فتقول الآية أوّلا: قُلِ اللَّهُيُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّيَجْمَعُكُمْ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِلا رَيْبَ فِيهِ.

لم يكن هؤلاء يعتقدون باللّه و لا باليومالآخر، و محتوى هذه الآية استدلال عليهمامعا، حيث أكّدت على مسألة الحياة الأولى. وبتعبير آخر، فإنّ هؤلاء لا يستطيعون أنينكروا أصل وجود الحياة الأولى، و نشأةالموجودات الحية من موجودات ميتة، و هذايشكل من جهة دليلا على وجود عقل و علم كليشامل، إذ هل يمكن أن توجد الحياة على هذهالهيئة المدهشة، و التنظيم الدقيق والأسرار العجيبة المعقدة، و الصورالمتعددة، و التي أذهلت عقول كلّ العلماء،من دون أن يكون لها خالق قادر عالم؟

و لهذا نرى آيات القرآن المختلفة تؤكّدعلى مسألة الحياة كأحد آيات التوحيد وأدلته البينة. و من جهة أخرى، تقول لهم: كيف يكون القادرعلى إنشاء الحياة الأولى عاجزا عن إعادتهاثانيا؟

أمّا التعبير بـ لا رَيْبَ فِيهِ حولالقيامة، و الذي يخبر عن حتمية وقوعها وحدوثها، لا عن إمكانها، فهو إشارة إلىقانون العدل الإلهي، حيث لم يصل كلّ صاحبحق الى حقّه في هذه الحياة الدنيا، و لميلاق كلّ المعتدين و الظالمين جزاءهم، ولو لا محكمة القيامة العادلة، فإن العدالةالإلهية لا مفهوم لها حينئذ.

و لما كان كثير من الناس لا يتأمل هذهالدلائل و لا يدقق النظر فيها، فإنّ الآيةتضيف في النهاية: وَ لكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لا يَعْلَمُونَ. إن أحد أسماء يوم القيامة المار ذكره فيهذه الآية هو: يَوْمَ الْجَمْعِ لأنّجميع‏

/ 569