امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 16

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

«يخرصون» من الخرص، و هو في الأصل بمعنىالتخمين، و أطلقت هذه الكلمة أوّلا علىتخمين مقدار الفاكهة، ثمّ أطلقت على الحدسو التخمين، و لما كان الحدس و التخمين يخطئأحيانا و لا يطابق الواقع، فقد استعملتهذه الكلمة بمعنى الكذب أيضا، و «يخرصون»في هذه الآية من هذا القبيل.

و على أيّة حال، فيظهر من آيات قرآنيةعديدة بأنّ عبدة الأوثان كانوا يستدلون-مرارا- بمسألة المشيئة الإلهيّة من أجلتوجيه خرافاتهم، و من جملة ذلك أنّهمكانوا قد حرّموا على أنفسهم أشياء وأحلّوا أخرى، و نسبوا ذلك إلى اللَّهسبحانه، كما جاء ذلك في الآية (148) من سورةالأنعام: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوالَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنا وَ لاآباؤُنا وَ لا حَرَّمْنا مِنْ شَيْ‏ءٍ. و تكرر هذا المعنى في الآية (35) من سورةالنحل أيضا: وَ قالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوالَوْ شاءَ اللَّهُ ما عَبَدْنا مِنْدُونِهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ نَحْنُ وَ لاآباؤُنا وَ لا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِمِنْ شَيْ‏ءٍ.

و قد كذّبهم القرآن الكريم في ذيل آيةسورة الأنعام، حيث يقول: كَذلِكَ كَذَّبَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذاقُوابَأْسَنا و يصرح في ذيل آية سورة النحل:فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّاالْبَلاغُ؟! و في ذيل الآية مورد البحثينسبهم إلى التخمين و الكذب كما رأينا، وكلها ترجع في الحقيقة إلى أساس و مصدرواحد. و تشير الآية التالية إلى دليل آخر يمكنأن يكونوا قد استدلوا به، فتقول: أَمْآتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِفَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ «1»؟ أي يجبعلى هؤلاء أن يتمسّكوا بدليل العقل لإثباتهذا الادّعاء، أو بدليل النقل، في حين لميكن لهؤلاء دليل لا من العقل و لا منالنقل، فإنّ كل الأدلّة العقلية تدعوا إلىالتوحيد، و كذلك دعا كل‏

1- «أم» هنا متصلة، و هي معطوفة على (اشهدواخلقهم)، و الضمير في (من قبله) يعود إلىالقرآن. و ما احتمله البعض من أن (أم) هنامنقطعة، أو أن الضمير يرجع إلى الرّسول،لا يتناسب كثيرا مع القرائن التي في الآية.

/ 569