امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 16

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قالُوا أَ جِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْآلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْكُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ. «1»

هاتين الجملتين تبيّنان بوضوح مدى انحرافهؤلاء القوم و تعصبهم، فهم في الجملةالأولى يقولون: إنّ دعوتك كاذبة: لأنّهاتخالف آلهتنا التي تعوّدنا على عبادتها، وهي إرث ورثناه عن آبائنا.

و نراهم في الجملة الثّانية يطلبون وقوعالعذاب! ذلك العذاب الذي إن نزل بهم فلارجعة معه مطلقا، و أي ذي لب يتمنّى نزولمثل هذا العذاب، حتى و إن لم يكن لديه يقينبوقوعه؟ إلّا أنّ هودا عليه السّلام قال في ردّهعلى هذا الطلب المتهور الذي يدل علىالجنون:

قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِفهو الذي يعلم متى و في أي ظروف ينزل عذابالاستئصال، فلا هو مرتبط بطلبكم و تمنيكم،و لا هو تابع لرغبتي، بل يجب أن يتمّ الهدفو يتحقق، ألا و هو إتمام الحجّة عليكم،فإنّ حكمته سبحانه تقتضي ذلك.

ثمّ يضيف: وَ أُبَلِّغُكُمْ ماأُرْسِلْتُ بِهِ فهو مهمتي الأساسية، ومسئوليتي الرئيسية، أمّا اتخاذ القرار فيشأن طاعة اللّه و أوامره فهو أمر يتعلقبكم، و إرادة نزول العذاب و مشيئته تتعلقبه سبحانه.

وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماًتَجْهَلُونَ و جهلكم هذا هو أساس تعاستكمو شقائكم، فإنّ الجهل المقترن بالكبر والغرور و هو الذي يمنعكم من دراسة دعوة رسلاللّه، و لا يأذن لكم في التحقيق فيها ...ذلك الجهل الذي يحملكم على الإصرار علىنزول عذاب اللّه ليهلككم، و لو كان لديكمأدنى وعي أو تعقل لكنتم تحتملون- علىالأقل- وجود احتمال إيجابي في مقابل كلّالاحتمالات السلبية، و الذي إذا ما تحققفسوف لا يبقى لكم أثر.

و أخيرا لم تؤثر نصائح هود عليه السّلامالمفيدة، و إرشاداته الأخوية في قساةالقلوب أولئك، و بدل أن يقبلوا الحق لجّوافي غيّهم و باطلهم، و تعصبوا له، و حتى نوحعليه السّلام‏

1- «لتأفكنا» من مادة «إفك»، أي الكذب والانحراف عن الحق.

/ 569