بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
متى»، فقال: و ما يدريك من يونس بن متى؟قال: «أنا رسول اللّه، و اللّه تعالىأخبرني خبر يونس بن متى» فعرف عداس صدقالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فخرّساجدا للّه تعالى، و وقع على قدمي النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم يقبلهما.فلما رجع لامه عتبة و شيبة على ما صنع،فقال: لقد أخبرني هذا الرجل الصالح بمايجهله أهل هذه البلاد من أمر نبيّنا يونس،فضحكا و قالا: لا يفتننك عن نصرانيتك،فإنّه رجل خداع! فرجع النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم إلى مكّة، و لم يكن حاصلسفره هذا إلّا مؤمن واحد، فوصل نخلا في جوفالليل، فما إن حلّ حتى تهيّأ للصلاة، و كانجماعة من الجن من أهل نصيبين أو اليمنيمرون من هناك، فسمعوا صوت تلاوة القرآنفي صلاة الصبح فأصغوا إليه و آمنوا «1».
التّفسير
إيمان طائفة من الجن
جاء في هذه الآيات- و كما أشير في سببالنّزول- بحث مختصر حول إيمان طائفة منالجن بنبيّ الإسلام صلّى الله عليه وآلهوسلّم و كتابه السماوي، لتوضح لمشركي مكّةحقيقة، هي: كيف تؤمن طائفة من الجنالبعيدين- ظاهرا- بهذا النبي الذي هو منالإنس، و بعث من بين أظهركم، و أنتم تصرونعلى الكفر، و تستمرون في عنادكم ومخالفتكم؟و سيكون لنا بحث مفصل حول (الجن) وخصوصياته في تفسير سورة الجن إن شاء اللّهتعالى، و نتناول هنا تفسير الآيات موردالبحث فقط. 1- مجمع البيان، المجلد 9، صفحة 92. و أوردهذه القصة باختلاف يسير ابن هشام فيتأريخه (السيرة النبوية)، المجلد 2، صفحة 62-63.