بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
هل أن ظهور النبي من علامات قرب القيامة؟يطرح هنا سؤال، و هو: كيف عدوا ظهور النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم من علاماتاقتراب القيامة، و قد مرّ إلى الآن خمسةعشر قرنا و لا أثر للقيامة؟و الإجابة عن هذا السؤال تتّضح بملاحظةواحدة، و هي أنّنا يجب أن نقارن بين ما مرّمن الدنيا و ما بقي منها، و سيظهر من خلالهذه المقارنة أن ما بقي من عمر الدنيا قليلجدا، و هو سريع الانقضاء، كما ورد في حديث عن النّبي الأكرم صلّى اللهعليه وآله وسلّم ، أنّه كان يخطب في أصحابهقبيل الغروب، فقال: «و الذي نفس محمّد بيدهما مثل ما مضى من الدنيا فيما بقي منهاإلّا مثل ما مضى من يومكم هذا فيما بقيمنه، و ما بقي منه إلّا اليسير» «1».و تقول آخر آية من هذه الآيات و كاستخلاصلنتيجة البحوث التي وردت في الآياتالسابقة حول الإيمان و الكفر، و مصيرالمؤمنين و الكفّار: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاإِلهَ إِلَّا اللَّهُ أي: اثبت على خطالتوحيد، فإنّه الدواء الشافي، و اعلم أنّأفضل وسيلة للنجاة هو التوحيد الذي بيّنتالآيات السالفة آثاره. و بناء على هذا، فلا يعني هذا الكلام أنّالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يكنعالما بالتوحيد بل المراد الاستمرار فيهذا الخط، و هذا يشبه تماما ما ذكروه فيتفسير الآية: اهْدِنَا الصِّراطَالْمُسْتَقِيمَ في سورة الحمد، بأنّها لاتعني عدم الهداية من قبل، بل تعني:ثبّتنا على خط الهداية.و يحتمل أيضا أن يكون المراد التدبّر فيأمر التوحيد أكثر، و الارتقاء إلىالمقامات الأسمى، حيث أنّه كلمّا تدبّرالبشر فيه أكثر، و طالعوا آيات اللّهبدقّة أكبر، فإنّهم سيصلون إلى مراتبأرقى، و التدبّر بما قيل في الآياتالسالفة في مورد الإيمان و الكفر، عامليؤثر بحدّ ذاته في زيادة الإيمان و الكفر. 1- روح المعاني، المجلد 26، صفحة 48.