حليف المؤمنين الخلّص! - امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 16

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حليف المؤمنين الخلّص!

و اللطيفة الأخرى التي بيّنتها هذهالآيات أنّها قالت: وَ هُوَ الَّذِي كَفَّأَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْعَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِأَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَ كانَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً. حقا .. كان ما حدث مصداقا جليّا «للفتحالمبين» و نعم ما اختاره القرآن له من وصف،فالعدوّ الذي زحف بجيشه مرارا نحو المدينةو سعى سعيا عجيبا لإيقاع الهزيمةبالمسلمين، إلّا أنّه الآن حيث حطّواأقدامهم في حريمه و دياره يمتلكه الرعبمنهم حتى أنّه يقترح الصلح معهم، فأيّ فتحمبين أكبر من هذا الفتح إذ ينال المسلمونهذا التفوّق على العدو دون أن تسفك قطرة دمواحدة من المسلمين!؟

و لا شكّ أنّ ما جرى في الحديبيّة كان يعدّفي جزيرة العرب عامة نصرا للمسلمين وهزيمة لقريش. هذا و قد ذكر جماعة من المفسّرين في نزولهذه الآية أنّ مشركي مكّة عبّؤوا أربعينرجلا للهجوم على المسلمين (بصورة خفية) فيالحديبيّة، غير أنّ المسلمين أفشلوامؤامرتهم و أجهضوا مكيدتهم- بفطنتهم- فأسرالمسلمون هؤلاء الأربعين جميعا و جاءوابهم إلى النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمفخلّى عنهم سبيلهم.

و قال بعضهم: أنّهم كانوا ثمانين أرادواأن يهجموا على المسلمين من جبل التنعيمعند صلاة الغداة و بالاستفادة من العتمة،و قال بعضهم: كان النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم يستظلّ تحت الشجرة ليكتبمعاهدة الصلح مع ممثل قريش و علي مشغولبالإملاء، فحمل عليه ثلاثون شابّا من أهلمكّة بأسلحتهم و لكن بمعجزة مذهلة فشلتخطتهم و أسر جميعهم و خلّى النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم عنهم سبيلهم «1». و طبقا لشأن النّزول هذا فإنّ جملة مِنْبَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْإشارة إلى‏

1- (مجمع البيان) ج 9، ص 123، مع شي‏ء منالتصرف كما ذكر هذا الشأن (القرطبي) بتفاوتيسير و (أبو الفتوح الرازي) و (الآلوسي فيروح المعاني) و (الشيخ الطوسي في التبيان) و(المراغي) و أضرابهم.

/ 569