2- المحبّة الإسلامية المتبادلة
في الروايات الإسلامية الواردة في تفسيرالآية الأخيرة من سورة الفتح تأكيد لامزيد عليه على قوله تعالى: رُحَماءُبَيْنَهُمْ و من بين هذه الروايات مانقرأهعن الإمام الصادق عليه السّلام: «المسلمأخو المسلم، لا يظلمه و لا يخذله و لايخونه و يحقّ على المسلم الاجتهاد فيالتواصل و التعاون على التعاطف و المواساةلأهل الحاجة و تعاطف بعضهم على بعض، حتىتكونوا كما أمركم اللّه عزّ و جلّ رحماءبينكم متراحمين، مغتّمين لما غاب عنكم منأمرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار علىعهد رسول اللّه» «1».إلّا أنّ العجيب أنّ المسلمين في هذاالعصر لا يقتدون بتعاليم هذه الآيةالمؤثرة و ما تنقله من خصائص أصحاب رسولاللّه و المؤمنين الصادقين، و ربّما تحاملبعضهم على بعض و أثار الحفيظة و سفك الدماءو هو ما لم يفعله أعداء الإسلام أحيانا ...و ربّما ارتبطوا بالكفّار و أنشئوا علائقالمحبّة حتى تظن أنّهم إخوان من أصل واحد ونسب واحد. فلا خبر عن الركوع و السجود و لا النيّاتالخالصة و لا ابتغاء فضل اللّه و لا آثارالسجود في سيماهم و لا الزرع الذي أخرجشطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه!! والعجيب أيضا ... أنّه كلّما ابتعدنا عنالأصول القرآنية هذه منينا بالذل و النكبةأكثر فأكثر و مع ذلك لا نلتفت من أين نؤكل؟!و ما تزال حميّة الجاهلية تصدّنا عن1- أصول الكافي- طبقا لتفسير نور الثقلين،ج 5، ص 77، الحديث 91.