2- القيادة و الطاعة
هذه الآيات تؤكد مرّة أخرى أنّ وجودالقائد «الإلهي» ضروري لرشد جماعة ما،بشرط أن يكون مطاعا لا مطيعا و أن يتّبعأصحابه و جماعته أوامره لا أن يؤثّرواعليه و يفرضوا عليه آراءهم (ابتغاءمقاصدهم و مصالحهم).و هذه المسألة لا تختصّ بالقادة الإلهيينفحسب، بل ينبغي أن تكون حاكمة في المديريةو القيادة في كلّ مكان. و حاكمية هذا الأصللا تعني استبداد القادة، و لا ترك الشورىكما أشرنا آنفا و أوضحنا ذلك.3- الإيمان نوع من العشق لا إدراك العقلفحسب
هذه الآيات تشير ضمنا إلى هذه الحقيقة وهي أنّ الإيمان نوع من العلاقة الإلهيةالشديدة «و المعنوية» و إن كانت منالاستدلالات العقلية ... و لذلك فإنّنانقرأحديثا عن الإمام الصادق عليه السّلام حينسألوه: هل الحب و البغض من الإيمان، فأجابعليه السّلام: «و هل الإيمان إلّا الحبّ والبغض»؟! ثمّ تلا هذه الآية: ... وَ لكِنَّاللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَوَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَ كَرَّهَإِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُالرَّاشِدُونَ «1».و ورد في حديث آخر عن الإمام الباقر عليهالسّلام قوله في هذا المجال «و هل الدين1- أصول الكافي، ج 2، باب الحب في اللّه والبغض في اللّه، الحديث 5.