كان الخطاب في الآيات السابقة موجّهاللمؤمنين و كان بصيغة: يا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا و قد نهى الذكر الحكيمفي آيات متعدّدة عمّا يوقع المجتمعالإسلامي في خطر، و تكلّم في جوانب من ذلك.في حين أنّ الآية محل البحث تخاطب جميعالناس و تبيّن أهم أصل يضمن النظم والثبات، و تميّز الميزان الواقعي للقيمالإنسانية عن القيم الكاذبة و المغرياتالباطلة. فتقول: يا أَيُّهَا النَّاسُإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا.و المراد بـ خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى هو أصل الخلقة و عودة أنساب الناسإلى «آدم و حواء»، فطالما كان الجميع منأصل واحد فلا ينبغي أن تفتخر قبيلة على