2- حقيقة التقوى
كما رأينا من قبل، فإنّ القرآن جعل أكبرامتياز للقوى، و عدّها معيارا لمعرفةالقيم الإنسانية فحسب! و في مكان آخر عدّهاخير الزاد و الشراب إذ يقول: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِالتَّقْوى «2».أمّا في سورة الأعراف فقد عبّر عنهاباللباس: وَ لِباسُ التَّقْوى ذلِكَخَيْرٌ «3».كما أنه عبّر عنها في آيات أخر بأنّهاواحدة من أول أسس دعوة الأنبياء، و يسموبها في بعض الآيات إلى أن يعبّر عن اللَّهبأنه أهل التقوى فيقول: هُوَ أَهْلُالتَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ «4».و القرآن يعدّ التقوى نورا من اللَّه،فحيثما رسخت التقوى كان العلم و المعرفةإذ يقول: وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ «5». و يقرن التقوى بالبرّ في بعض آياته فيقول:وَ تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى.أو يقرن العدالة بالتقوى فيقول:اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى.و الآن ينبغي أن نرى ما هي «حقيقة التقوى»التي هي أعظم رأس مال معنوي و افتخارللإنسان. أشار القرآن إشارات تكشف أستارا عن حقيقةالتقوى، فيذكر في آيات متعدّدة1- في ظلال القرآن، ج 7، ص 538.2- البقرة، الآية 197.3- الأعراف، الآية 26.4- المدّثر، الآية 56.5- البقرة، الآية 282.