التّفسير
الفرق بين الإسلام و الإيمان
كان الكلام في الآية المتقدّمة على معيارالقيم الإنسانية أي التقوى، و حيث أنّالتقوى ثمرة لشجرة الإيمان الإيمانالنافذ في أعماق القلوب، ففي الآيتينالآنفتين بيان لحقيقة الإيمان إذ تقولالآية الأولى: قالَتِ الْأَعْرابُآمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْقُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمَّا يَدْخُلِالْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ.و طبقا لمنطوق الآية فإنّ الفرق بين«الإسلام» و «الإيمان» في أنّ: الإسلام لهشكل ظاهري قانوني، فمن تشهد بالشهادتينبلسانه فهو في زمرة المسلمين و تجري عليهأحكام المسلمين. أمّا الإيمان فهو أمر واقعي و باطني، ومكانه قلب الإنسان لا ما يجري على اللسانأو ما يبدو ظاهرا! الإسلام ربّما كان عندوافع متعدّدة و مختلفة بما فيها الدوافعالماديّة و المنافع الشخصية، إلّا أنّالإيمان ينطلق من دافع معنوي، و يسترفد منمنبع العلم، و هو الذي تظهر ثمرة التقوىاليانعة على غصن شجرته الباسقة! و هذا ماأشار إليه الرّسول الأكرم صلّى الله عليهوآله وسلّم في تعبيره البليغ الرائع:«الإسلام علانية و الإيمان في القلب» «2».كما إنّا نقرأ حديثا آخرعن الإمام الصادق يقول فيه: الإسلام يحقنالدم
1- تفسير الميزان و روح البيان و في ظلالالقرآن، ذيل الآيات محل البحث.2- مجمع البيان، ج 9، ص 138.