امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 16

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و بالرغم من أنّ الآيات تتحدث بإبهام،إلّا أنّ محتواها ليس معقّدا و لا غامضاللقرائن الموجودة في نفس الآيات، و آياتالقرآن الأخرى، رغم التفاسير المختلفةالتي ذكرها المفسّرون. تقول الآية الأولى: وَ لَمَّا ضُرِبَابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَمِنْهُ يَصِدُّونَ «1».

أيّ مثل كان هذا؟ و من الذي قاله في حقّعيسى بن مريم؟

هذا هو السؤال الذي اختلف المفسّرون فيجوابه على اقوال، إلّا أنّ الدقّة فيالآيات التالية توضح أنّ المثل كان منجانب المشركين، و ضرب فيما يتعلقبالأصنام، لأنّا نقرأ في الآيات التالية:ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا.

بملاحظة هذه الحقيقة، و ما جاء في سببالنّزول، يتّضح أن المراد من المثل هو ماقاله المشركون استهزاء لدى سماعهم الآيةالكريمة: إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَمِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ «2»،و كان ما قالوه هو أن عيسى بن مريم قد كانمعبودا، فينبغي أن يكون في جهنم بحكم هذهالآية، و أي شي‏ء أفضل من أن نكون نحن وأصنامنا مع عيسى؟! قالوا ذلك و ضحكوا واستهزءوا و سخروا! ثمّ استمرّوا: وَ قالُواأَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ؟ فإذا كانمن أصحاب الجحيم، فإنّ آلهتنا ليست بأفضلمنه و لا أسمى.

و لكن، اعلم أنّ هؤلاء يعلمون الحقيقة، وما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْهُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ «3». إنّ هؤلاء يعلمون جيدا أنّ الآلهة الذينيردون جهنم هم الذين كانوا راضين بعبادةعابديهم، كفرعون الذي كان يدعوهم إلىعبادته، لا كالمسيح عليه السّلام الذي كانو لا يزال رافضا لعملهم هذا، و متبرءا منه.

1- «يصدون» من مادة صد، و يكسر مضارعها، وهي تعني الضحك و الصراخ، و إحداث الضجيج والغوغاء، حيث يضعون يدا بيد عند السخرية والاستهزاء عادة، يراجع لسان العرب، مادة:صدد.

2- الأنبياء، الآية 98.

3- «خصمون» جمع خصم، و هو الشخص الذي يجادلو يخاصم كثيرا.

/ 569