امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 16

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إن هذه الآية التي تصف مشهدا من مشاهدالقيامة، تبيّن بوضوح أنّ المراد منالساعة في الآية السابقة هو يوم القيامةأيضا، اليوم الذي تنفصم فيه عرى العلاقاتالأخوية و الصداقة و الرفقة، إلّاالعلاقات التي قامت للَّه و في اللَّه وباسمه.

إن تبدل مثل هذه المودة إلى عداوة في ذلكاليوم أمر طبيعي، لأنّ كلا منهم يرى صاحبهأساس تعاسته و سوء عاقبته، فأنت الذيدللتني على هذا الطريق و دعوتني إليه، وأنت الذي زينت الدنيا في نظري و رغبتنيفيها و أطمعتني.

نعم، أنت الذي أغرقتني في بحر الغفلة والغرور، و جعلتني جاهلا بمصيري، غافلاعنه.

و هكذا يقول كل واحد منهم لصاحبه مثل هذهالمطالب، إلّا المتقين الذين تبقى روابطأخوتهم، و أواصر مودّتهم خالدة، لأنّهاتدور حول محور القيم و المعايير الخالدة،و تتّضح نتائجها المثمرة في عرصة القيامةأكثر، فتمنحها قوّة إلى قوّتها. من الطبيعي أنّ الأخلاء يعين بعضهم بعضافي أمور الحياة، فإن كانت خلتهم على أساسالشرّ و الفساد، فهم شركاء في الذنب والجريمة، و إن كانت على أساس الخير والصلاح فهم شركاء في الثواب و العطية، وعلى هذا فلا مجال للعجب من أن يتبدل الخليلمن القسم الأوّل الى عدوّ، و من القسمالثّاني إلى خليل يشتد حبّه و مودّته أكثرمن ذي قبل.

يقول الإمام الصادق عليه السّلام: «ألا كلخلّة كانت في الدنيا في غير اللَّه عزّ وجلّ فإنّها تصير عداوة يوم القيامة» «1».

و الآية التالية- في الحقيقة- تبيانلأوصاف المتقين و أحوالهم، و بيانلعاقبتهم التي تبعث على الفخر و الاعتزاز. في ذلك اليوم العصيب يقول لهم اللَّهتعالى: يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُالْيَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ.

1- تفسير علي بن إبراهيم، طبق نقل نورالثقلين، ج 4: صفحة 612.

/ 569