مرض لا يستحقون إلّا الضلال، و المؤمنون والمسلّمون لأمر اللّه هم المستحقون للهدى.
و يقول في نهاية الآية: وَ ما يَعْلَمُجُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَ ما هِيَإِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ. فالحديث عن التسعة عشر من خزنة النّار،ليس لتحديد ملائكة اللّه تعالى، بل إنّهمكثيرون جدّا أنّ الرّوايات تصفهم أنّهميملؤون السموات و الأرض، و ليس هناك موضعقدم في العالم إلّا و فيه ملك يسبح للّه! واحتمل المفسّرون احتمالات عديدة في منيعود الضمير «هي»، فقيل:
يعود على الجنود و منهم خزنة النّار، وقيل: على سقر، و قيل: على آيات القرآن(السورة)، و القول الأوّل أنسب و أوجه، و إنكانت بقية الأقوال مدعاة للتذكر و الإيقاظو المعرفة، و لأنّ الأوّل يبيّن حقيقة أنّاللّه تعالى إنّما اختار لنفسه ملائكة وأخبر عن عددهم ليكون ذكرى لمن يتعظ بها، لالكونه غير قادر على معاقبة كل المذنبين والمعاندين.
ملاحظة
عدد جنود الرّب!
حضور اللّه تعالى في كلّ مكان و اتساعقدرته في العالم يفهمنا أنّ ذاته المقدّسةغير محتاجة لأي ناصر أو معين، لكنّه،لإظهار عظمته للخلائق و لتكون ذكرى لمنيتعظ اختار ملائكة و جنودا كثيرين مطيعينلأمره تعالى.و قد ذكرت الرّوايات عبارات عجيبة حولكثرة و عظمة و قدرة جنود اللّه و السماعلهذه الأخبار يثير العجب و الدهشة و لاتتفق مع مقاييسنا المتعارفة، و لذا نقنعبقراءة أوّل.