ملاحظات
1- محكمة الضمير أو القيامة الصغرى
نستفيد من آيات القرآن المجيد أنّ للنفسالإنسانية ثلاث مراحل:1- النفس الامارة: و هي النفس العاصية التيتدعو الإنسان إلى الرذائل و القبائحباستمرار، و تزيّن له الشهوات، و هذا ماأشارت إليه امرأة عزيز مصر حينما نظرت إلىعاقبة أمرها فقالت: وَ ما أُبَرِّئُنَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌبِالسُّوءِ. «1»؟
2- النفس اللوامة: و هي ما أشير إليها فيالآيات التي ورد البحث فيها، و هي نفس يقظةو واعية نسبيا، فهي تزل أحيانا لعدمحصولها على حصانة كافية مقابل الذنوب، وتقع في شبك الآثام إلّا أنّها تستيقظ بعدفترة لتتوب و ترجع إلى مسير السعادة، وانحرافها ممكن، إلّا أنّ ذلك يكون مؤقتا وليس دائما و لا يمضي عليها كثير وقت حتىتعود إلى الملامة و التوبة.
و هذا هو ما يذكرونه تحت عنوان (الضميرالأخلاقي) و يكون هذا قويا جدّا عند بعضالأفراد، و ضعيفا و عاجزا عند آخرين، و لكنالنفس اللوامة لا تموت بكثرة الذنوب عندأي انسان.
3- النفس المطمئنة: و هي النفس المتكاملةالمنتهية إلى مرحلة الاطمئنان و الطاعة والمنتهية إلى مقام التقوى و الإحساسبالمسؤولية و ليس من السهل انحرافها، وهذا ما ورد في و قوله تعالى: يا أَيَّتُهَاالنَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِيإِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً «2».
1- يوسف، 53.
2- الفجر، 27- 28.