ذلك إنسانا كاملا ذكرا أو أنثى ثم يولد منامّه، بقادر على إعادته: أَ لَيْسَ ذلِكَبِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَالْمَوْتى؟! و هذا البيان في الواقع هولمن ينكر المعاد الجسماني و يعده محالا، وينفي العودة إلى الحياة بعد الموت والدفن، و لإثبات ذلك أخذ القرآن بيدالإنسان ليرجعه إلى التفكر ببداية خلقه، والمراحل العجيبة للجنين ليريه تطورات هذهالمراحل، و ليعلم أنّ اللّه قادر على كلّشيء، و بعبارة أخرى إن أفضل دليل لحدوثالشيء هو وقوعه.
ملاحظتان
1- أطوار الجنين أو البعثات المكررة!
«النطفة»: أصلها الماء القليل أو الماءالصافي، و قيل ذلك للقطرات المائيةالمسببة لوجود الإنسان أو الحيوان عن طريقاللقاح.و في الحقيقة أنّ تحول النطفة في المرحلةالجنينية من عجائب عالم الوجود و هو موضوع«علم الأجنة» و قد كشف عن كثير من أسرارهفي القرون الأخيرة. القرآن الكريم أكّد منذ ذلك اليوم الذي لمتكشف فيه هذه الأمور بعد- على ذلك مراراباعتباره أحد علائم القدرة الإلهية، و هذاهو بحدّ ذاته من علائم عظمة هذا الكتابالسماوي العظيم و إعجازه.
و مع أنّ هذه الآيات ذكرت بعض مراحلالجنين، فإنّ هناك آيات قرآنية أخرى بيّنتمراحل أكثر ممّا ذكر هنا، كصدر آيات سورةالحج و أوائل سورة المؤمنين، و ذكرنا شرحامفصّلا في ذيل هذه الآيات في هذا المجال. و الآية تتضمّن كلمة (ذلك) و هو اسم إشارةللبعيد، فيما يخص اللّه تعالى،