امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 19

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 19

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


و قدرته و كثرة مواهبه في هذا العالمالملي‏ء بالأسرار، ليفهموا قدرة اللّهتعالى على المعاد و البعث من جهة و أنّهمغارقون في نعمه اللامتناهية من جهة أخرى،فيقول تعالى: أَ لَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْماءٍ مَهِينٍ أي تافه و حقير فَجَعَلْناهُفِي قَرارٍ مَكِينٍ «1». مقرّ فيه ضمان لجميع ظروف الحياة والتربية و النمو و المحافظة على نطفةالإنسان، فهو عجيب و ظريف و موزون بحيثيثير إعجاب كل إنسان.

ثمّ يضيف تعالى: أنّ بقاء النطفة في ذلكالمكان المكين و المحفوظ إنّما هو لمدةمعينة: إِلى‏ قَدَرٍ مَعْلُومٍ.

مدة لا يعلمها إلّا اللّه تعالى، مدةمملوءة بالتغيرات و التحولات الكثيرةبحيث ترتدي النطفة في كل يوم لباسا جديدامن الحياة يؤدي به إلى التكامل في داخل ذلكالمخبأ.

ثمّ يستنتج من قدرته تعالى على خلقالإنسان الكامل و الشريف من نطفة حقيرةبأن اللّه تعالى نعم القادر: فَقَدَرْنافَنِعْمَ الْقادِرُونَ «2» «3» و هذاالدليل اعتمده القرآن مرات عديدة لإثباتمسألة المعاد منها قوله تعالى في أول سورةالحج: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْفِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّاخَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْنُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْمُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِمُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى‏أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْطِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ... ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّوَ أَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى‏ وَ أَنَّهُعَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

1- (قرار): هو محل الاستقرار و (مكين) يعنيمحفوظ، و أصله من المكانة المشتقة منالتمكن (و تأتي المكانة أحيانا بمعنىالمنزلة).

2- للآية حذف تقديره (فنعم القادرون نحن) أيأن المحذوف هو المخصوص بالمدح.

3- قال بعض المفسّرين إن معنى الآية هكذا:(إنا قدرنا النطفة بمقاييس ضرورية ومقادير مختلفة، و خصوصيات في جسم الإنسانو روحه، فنعم القادرون) و لكن هذا المعنىيبدو بعيدا لأن متن القرآن و القراءةالمعروفة له غير مشددة و لذا يبدوا بعيدا وإن قال بعض إن المادة الثلاثية المجردةوردت بمعنى التقدير، و لكن في الاستعمالاتالعادّية لا تستعمل كلمة (قادر) بهذاالمعنى.

/ 474