بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
تتيقظ نفسه من غفلتها الماكرة، تحيى فيهروحية التقوى فيه و يتحسس عظم المسؤوليةالملقاة على عاتقه، فيبدأ بتشخيص وظائفه وتكاليفه الشرعية للقيام بها على أحسن وجه. و أساسا فإنّ شيوع الفساد في أي محيط يرجعإلى أمرين: ضعف التوجيه و المراقبة، وفقدان القوة القضائية الرادعة، فإذا خضعتأعمال الناس إلى توجيه مبرمج يقظ،بالإضافة إلى توفر القوانين القضائيةالصارمة لكل من يشذ عن جادة القانون، فإنّالفساد و الاعتداء و الطغيان و الحال هذهيكاد ينعدم في ذلك المحيط. الحياة الدنيوية التي تفعم ببرنامج موجهإلى طريق الحق، و قوة قضائية ساعيةلرضوانه جلّ شأنه، و عاملة على خدمةالبشرية، تدفع الإنسان لأن يدرك بوضوحمصاديق الهداية الإلهية، و يشعر لذة حياتهالروحية. فالإيمان بوجود من: لا يَعْزُبُ عَنْهُمِثْقالُ ذَرَّةٍ «1»، و الإيمان بحتمية«المعاد» الذي تصدقه الآية: فَمَنْيَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراًيَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ «2»، فهكذا الإيمانكفيل بأن يخلق في الإنسان حالة التقوىالتي هي بمثابة مركز للإشعاع الرّباني علىجميع أبعاد حياته. 1- سبأ، الآية 3. 2- الزلزلة، الآية 7- 8.