و العدل و اللطف ما لا يفسح المجال أمام أياعتراض. بل و لا يسمح في ذلك اليوم بالتشفع لأيّكان إلّا بإذن خاص منه جلّت عظمته، و هو ماتشير إليه الآية (255) من سورة البقرة: مَنْذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّابِإِذْنِهِ.
بحثان
1- ثواب المتقين و عقاب العاصين
يلاحظ ثمّة مقايسة بين الآيات المبحوثة وما سبقها من آيات .. فقد تحدثت الآياتالسابقة عن نوعين من الجزاء لكلّ منالمجرمين و المؤمنين، فالآيات محل البحثتحدثت عن بعض ما للمؤمنين من ثواب و نعيم،و فيما تقدمها من آيات تحدثت عن بعض ماللمجرمين من عقوبات.فهنا تحدثت عن «المفاز» و هناك عن«المرصاد» ...
و هنا تحدثت عن «حدائق و أعنابا» و هناك عنالتخبط بالعذاب إلى مدّة لا متناهية«أحقابا» ... و هنا كان الحديث عن «الشراب الطهور» وهناك عن الماء الحارق «حميما و غساقا» ...
و هنا تحدثت الآيات عن عطايا و مواهب«الرحمان»، و هناك عن الجزاء العادل «جزاءوفاقا» ... و هنا الحديث عن زيارة «النعمة» و هناكزيادة «العذاب» ...
و الخلاصة: إنّ هذين الفريقين يقعان فيقطبين متنافرين من كلّ الجهات نتيجة لماكانا يعيشانه في الحياة الدنيا من تنافر وتباعد من حيث الإيمان و العمل.