الإنسان، و مع ما له من فوائد جمّة فهو لايضرّ قط، بعكس ما كانوا عليه في حياتهم،فرغم عدم صدور أيّة فائدة منهم، فليس فيهمإلّا الضرر و الأذى! نعم، فقد يصل الأمربالإنسان، و على الرغم من كونه أشرفالمخلوقات، لأنّ يتمنى أن يكون و الجماداتبدرجة واحدة، لما بدر منه كفر و ذنوب! وتصور لنا الآيات القرآنية أحوال الكافرينو المجرمين، و شدّة تأثرهم و تأسفهم وندمهم على ما فعلوا في دنياهم، يوم الفزعالأكبر، فتقول الآية (56) من سورة الزمر: ياحَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِيجَنْبِ اللَّهِ.
و تقول الآية (12) من سورة السجدة:فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً. أو ما يقوله كل فرد منهم- كما جاء في الآيةالمبحوثة- يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً.
بحث
النظرة الصائبة لمسألة «الجبر والإختيار»
!! تعتبر مسألة (الجبر و الإختيار) من أقدمالمسائل المبحوثة بين أوساط العلماء، يرىفبعضهم حرية اختيار الإنسان، و منهم منيرى بأنّ الإنسان مجبور في أعماله، و كلّمنهما يمتلك جملة من الأدلة التي أوصلتهلما يرى.و من اللطيف أنّ كلا الفريقين، يقبلونعمليا بأنّ الإنسان مختار في أفعاله. و بعبارة أخرى: إنّ البحث و النقاش الدائربين العلماء لا يتعدى دائرة البحث العلمي،أمّا على الصعيد العملي فالكل متفقون علىحرية الإختيار للإنسان.
و هذا يظهر لنا بوضوح بأنّه أصل حريةالإرادة و الإختيار من الأصول التي انطوتعليها الفطرة الإنسانية، و لولا الوساوسالمختلفة لا تفق الجميع على حقيقة حريةالإرادة في الإنسان.