و يستخلص القرآن نتيجة القصّة: إِنَّ فِيذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى. فتبيّن الآية بكلّ وضوح، إنّ وسائط سلكطريق الإعتبار مهيئة لمن سرى في قلبهالخوف و الخشية من اللّه، و اعترته مشاعرالإحساس بالمسؤولية، و من رأى العبرة بعينمعتبرة اعتبر. نعم .. فقد أغرق فرعون، و أهلك ملكه ودولته، و صار درسا شاخصا لكل فراعنة وطواغيت و مشركي الزمان، و عبرة لمن سار علىنهجه الفاسد لكل عصر و مصر، و لا يجني منسار على خطاه سوى ما جنيت به يداه، و هيسنّة اللّه، و لا تغيير و لا تبديل لسنّتهجلّ شأنه.
بحث
بلاغة القرآن
بنظرة ممعنة في الآيات الإحدى عشرالمبحوثة، تتجلى لنا ذروة فصاحة و بلاغةالقرآن الكريم، فبعبارات موجزة و سريعة،عرضت قصّة موسى عليه السّلام مع فرعون وبتفصيل بياني محكم، حيث تناولت: بيان سببالرسالة، هدف دعوة الرسالة، وسائلالتطهير، كيفية الدعوة، أسس مواجهةمخططات الأعداء، نماذج من الادعاءاتالباطلة، و الانتقام من الطغاة ... فكل هذاو ما حمل بين ثناياه من دروس حيّةللإنسانية، قد ورد في هذه الآيات القليلةالموجزة!