بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید و تأتي العتاب مرّة اخرى تأكيدا: وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى، في طلبالهداية ... وَ هُوَ يَخْشى «1»، فخشيته من اللّه هيالتي دفعته للوصول إليك، كي يستمع إلىالحقائق ليزكّي نفسه فيها، و يعمل علىمقتضاها. فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى «2». و يشير التعبير بـ «أنت» إلى أنّ التغافلعن طالبي الحقيقة، و مهما كان يسيرا، فهوليس من شأن من مثلك، و إن كان هدفك هدايةالآخرين، فبلحاظ الأولويات، فإنّالمستضعف الظاهر القلب و المتوجه بكلّهإلى الحقّ، هو أولى من كلّ ذلك الجمعالمشرك. و على أيّة حال: فالعتاب سواء كان موجه إلىالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أو إلىغيره، فقد جاء ليكشف عن اهتمام الإسلام أوالقرآن بطالبي الحق، و المستضعفين منهمبالذات. و على العكس من ذلك حدّة و صرامة موقفالإسلام و القرآن من الأثرياء المغرورينإلى درجة أنّ اللّه لا يرضى بإيذاء رجلمؤمن مستضعف. و علّة ذلك، إنّ الطبقة المحرومة من الناستمثل: السند المخلص للإسلام دائما ...الأتباع الأوفياء لأئمّة دين الحق،المجاهدين الصابرين في ميدان القتال والشهادة، كما تشير إلى هذا المعنى رسالة أمير المؤمنين عليه السّلام لمالكالأشتر: «و إنّما عماد الدين و جماعالمسلمين و العدّة للأعداء العامّة منالأئمّة، فليكن صغوك لهم و ميلك معهم» «3». 1- يراد بالخشية هنا: الخوف من اللّهتعالى، الذي يدفع الإنسان ليتحقق بعمقوصولا لمعرفته جلّ اسمه، و كما يعبرالمتكلمون عنه بـ .. وجوب معرفة اللّهبدليل دفع الضرر المحتمل. و احتمل الفخر الرازي: يقصد بالخشية،الخوف من الكفّار، أو الخوف من السقوط علىالأرض لفقدانه البصر. و هذا بعيد جدّا. 2- «التلهي»: من (اللهو). و يأتي هنا بمعنىالغفلة عنه و الاستغفال بغيره، ليقف فيقبال «التصّدي». 3- نهج البلاغة، الرسالة 53.