و على أيّة حال .. فالوجوه الضاحكةالمستبشرة، تحكي عن: الإيمان و طهارةالقلب و صلاح الأعمال. و بعكس الوجوه المقابلة و الدالة على:ظلام الكفر، قبح الأعمال، و كأنّ وجوههمقد غطاها الغبار، تراها مسودة، و تحيط بهاهالة من الدخان ..
و ترى معاني الغم و الألم و الأسف قد تجسدتعلى الوجوه، كما تشير إلى ذلك الآية (41) منو سورة الرحمن: يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَبِسِيماهُمْ ... فيكفي لمعرفة حال الإنسانفي يوم القيامة من خلال النظر إلى وجهه.
بحث
أسس البناء الذاتي
لقد حملت السورة المباركة بين طياتهابرنامجا تربويا جامعا لنباء النفس وتزكيتها:1- فقد أمرت بكسر حاجز الغرور و التكبر، والتحلي بالتأمل في بدء خلق الإنسان، فهذاالذي ابتدأ وجوده من نطفة قذرة، لا ينبغيعليه أن يتطاول و يرى نفسه أكبر من حجمهاالطبيعي.
2- التمسك بطرق الهداية الرّبانية (هدايةالوحي، تعاليم الأنبياء و برامج الأولياءالصالحين، و كذا الهداية الحاصلة عن العقلبدراسة قوانين و أنظمة عالم التكوين)، فهوأفضل زاد في مشوار طريق البناء.
3- و تأمر بالإنسان للتفكر في طعامه- من أينجاء كيف صار، و ما سرّ اختلاف ألوانه وأنواعه- ليصل إلى عظمة الخلاق و مدى لطفه ورحمته على عباده، و لا بدّ للإنسان منالسعي في كسب لقمة الحلال و التي تعتبر منأهم أركان التربية السليمة، و ذلك لما لهامن آثار نفسية و شرعية.