بحث
ما يخلفه الإنسان بعد موته
المستفاد من الرّوايات الشريفة،بالإضافة لما ورد في الآيات المباركةأعلاه، إنّه ثمّة أعمال و آثار يخلفهاالإنسان بعد موته، و ما ينجسم من تلكالأعمال و الآثار حتى يوم القيامة يبقىمرتبطا بذات الفاعل الأصلي، فإن كانتالأعمال حيّرة فستصله حسنات تتمة العمل واستمراره، و إن كانت شريرة فلا يجني منهاسوى الهون و العذاب.فعن الإمام الصادق 7، أنّه قال: «ليس يتبعالرجل بعد موته من الأجر إلّا ثالث خصال:صدقة أجراها في حياته، فهي تجري بعد موته،و سنّة هدى سنّها، فهي تعمل بها بعد موته،و ولد صالح يستغفر له» «1».
و في رواية اخرى: «ست خصال يتنفع بها المؤمنبعد موته: ولد صالح يستغفر له، مصحف يقرأمنه، و قليب (بئر) يحفره، و غرس يغرسه، وصدقة ماء يجربه، و سنة حسنة يؤخذ بها بعده»«2». فيما أكّدت بعض الرّوايات على (العلم)الذي يخلّفه بعده. «3»
و قد حذّرت كثير من الرّوايات من أن يسنّالإنسان سنّة سيئة، لأنّ الفاعل الأوّلستتابع عليه آثام تلك السنة إلى يومالقيامة. و كذلك حثت و شوقت على استنان السننالحسنة، لينتفع الفاعل الأوّل لهابثوابها الجاري إلى يوم القيامة.
و ذكر العلّامة الطبرسي حديثا في هذاالمضمار .. إنّ سائلا قام على عهد النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم، فسأل، فسكتالقوم، ثمّ أنّ رجلا أعطاه، فأعطاه القوم.. فقال
1- بحار الأنوار، ج 71، ص 257.
2- المصدر السابق.
3- منية المريد، ص 11.